**مشـاعــــــري**
عميقــــة كعمقـــــــه
غامضـــــة كغموضـــــه
كثيرة ككثرة ما يحتويــــــه
متلاطمة كتلاطم أمواجــــه
تهب نفسها لمن عرف سبل أغوارها
لكنها
لا تغدر أبداً كغدره لمن آمنه على نفسه.

أن تسكب الدمع من الحزن..ولا تجد من يمسح دمعك فإنه حقا لأمر محزن.
أن يتملكك الخوف..ولا تجد من يهدئ روعك فإنه حقا لأمر مرعب.
أن تشعر بأنك تموت من التوجع والألم..ولا تجد من يشعر بك لهو أشد ألماً.
أن تحتاج المساعدة في أمر..ولا تجد من يقدمها لك فكم هو أمر صعب.
أن تتمنى أن تصل مشاعرك لمن تحب..فتجده بعيدا عنك لا يحس بك لهو أمر مفجع.
أن تشعر بمرارة الوحدة..وكل الناس حولك فهو أمرٌ أمَر.
وكم هو صعب ومحبط ومحزن.
أن تفرح فتكاد تطير من البهجة و الفرح..ولا تجد من يشاركك فرحك.
وأن تذوق طعم التفوق والنجاح..ولا تجد من يهتم لأمرك.
وأن تتحقق لك أمنية من قائمة الأمنيات..ولا تجد من يقدم لك التهاني.
.....
أما ما يفوق كل ذلك في الألم والمرارة والإحباط أن يتواجد كل هؤلاء حولك
وتفتقد أنت القدرة على البوح.
فلا تتمكن من البوح بحزنك,بخوفك,بألمك,بطلب المساعدة,بمكنون مشاعرك وحبك,
بحاجتك لمن حولك,بفرحك,بارتياحك.....
أن تحاول إخراج ذلك فتتوقف الكلمات عند شفتيك فتخرج بلا صوت,
أن تتبعثر حروفك إن حاولت البوح كتابة,
فتصبح كالأبكم الذي لا يعرف الكلام,
أو كالجاهل لا يعرف الكتابة,
أو كأنك من عالم آخر لا تعرف سبل التواصل مع أهل الأرض,
ويظل ذلك كله حبيس عقلك وقلبك يمزقك ويفتك بك من كثرته,
وحتى وإن نجحت بعد محاولات مريرة في إخراج ما فاض من وعائك الذي هو أنت,
فما خرج ماهو إلا رموزا لما بداخلك,
فتظل هناك دائما بداخلك تلك المنطقة المحظورة التي لا يعرف مكنونها إلا أنت وربك,
وبهذا تكون قد محيت كلمة البوح من قاموسك,
ولكنك لم تنسَ قبلها أن تستخدمها للمرة الأولى والأخيرة في بوحك بأنك لا تستطع البوح!!
فضفضة...شخبطة....من الآخر كركبة. © 2008. Design by : Yanku-Template Sponsored by: Tutorial87 Commentcute